سياسة

اختفاء الفن الراقي … و بديلة العري و بيع الجسد .

الصحفي : شاكر كريم الربيعي

في العقود الأخيرة، شهد العالم تغيرات جذرية في مختلف المجالات، بما في ذلك الفن والثقافة والصحافة. وقد صاحب هذه التغيرات ظهور ظواهر سلبية أثرت على الأصالة والجودة في تلك المجالات.

الفن كان وما زال مرآة تعكس ثقافة الشعوب وأصالتها. إلا أن الفن الأصيل بدأ في التلاشي تدريجياً أمام موجة من الأعمال الفنية التجارية التي تفتقر إلى العمق والمعنى. هذه الأعمال تهدف في المقام الأول إلى الربح المادي السريع بدلاً من تقديم رسائل فنية وثقافية تعزز من وعي الجمهور وتذوقهم الفني. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الذوق العام موجهًا نحو استهلاك السهل والسريع، مما أدى إلى تراجع تقدير الفنون الراقية التي تتطلب تأملاً وتفكيرًا عميقين.

مع تراجع الفن الأصيل، ظهر اعتماد غير مسبوق على الجنس وبيع الجسد كوسيلة لجذب الانتباه والشهرة. بدلاً من تقديم أعمال فنية وأدبية راقية تستند إلى الفكر والعمق، أصبحت العديد من الأعمال تعتمد على الاستغلال الجنسي والإثارة الجسدية لزيادة شعبيتها وربحها. هذه الظاهرة لا تعكس فقط تراجع الذوق الفني والأدبي، بل أيضاً انحطاطاً في قيم المجتمع الذي بات يفضل الاستهلاك السطحي على الجوهر الحقيقي.

مع تراجع الفن الأصيل، ظهر ما يمكن أن نسميه بـ الفانشستات وهي ظواهر تسلط الضوء على الشخصيات التي تعتمد على مظهرها الخارجي أكثر من مواهبها الحقيقية. أصبحت الشهرة ترتبط بالشكل الخارجي والاستعراض بدلاً من الجهد الفني الحقيقي. هذه الظواهر تعكس توجه المجتمع نحو تفضيل المظاهر على الجوهر، وتساهم في ترسيخ معايير سطحية للجمال والنجاح.

الصحافة الرخيصة مقابل الصحافة النبيلة

الصحافة بدورها لم تسلم من هذه التغيرات.
كانت الصحافة النبيلة تقوم على مبادئ النزاهة والمصداقية والبحث الجاد عن الحقيقة. لكن مع الزمن، برزت الصحافة الصفراء، التي تركز على الفضائح والإثارة لجذب القراء وزيادة الأرباح. هذه الصحافة تعتمد على الأخبار الكاذبة والشائعات والتضخيم، مما يؤدي إلى تضليل الجمهور وتراجع الثقة في وسائل الإعلام. بالمقابل، تتعرض الصحافة النبيلة لضغوط مالية وتقنية تجعلها أقل قدرة على المنافسة في سوق مزدحم بالأخبار المثيرة والمضللة.

إن التغيرات التي نشهدها في مجالات الفن والصحافة تعكس تحولات أعمق في قيم المجتمع وتوجهاته.
الحفاظ على الفن الأصيل والصحافة النبيلة يتطلب جهوداً مشتركة من الفنانين والصحافيين والجمهور، لتعزيز القيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى