الأمطار تفضح الفساد في صلاح الدين وتكشف حجم تهالك البنى التحتية
أمطار غزيرة ضربت محافظة صلاح الدين، الغارقة في فساد المسؤولين، ما دفع إلى تعطيل الدوام الرسمي هناك وفرض حظر جزئي للتجوال، وبالتالي تعطيل حياة المواطنين، فعلى الرغم من توفير ميزانيات ضخمة للحكومة المحلية، إلا أنها ذهبت لجيوب الفاسدين، دون تقديم خدمات، ولعل الأمطار الأخيرة خير دليل على ذلك؛ كونها كشفت حجم تهالك البنى التحتية.
ميزانيات ضخمة في جيوب الفاسدين
مراقبون أكدوا لـ السومرية نيوز، إن “مبالغاً طائلة، وميزانيات ضخمة خصصت لمحافظة صلاح الدين، لكنها لم تدر نفعاً، بسبب جشع وفساد حكومتها المحلية، فلا تطوير للخدمات ولا البنى التحتية”المراقبون أشاروا إلى أن “المحافظ منشغل بقضايا الفساد، مبتعداً عن خدمة المحافظة وتطوير واقعها والنهوض بها”امتعاض
في السياق، أعرب ذوو طلبة محافظة صلاح الدين، عن رفضهم لسيناريو منح العطل بسبب الأمطار، قائلين “نحن لسنا في العصور الوسطى حتى نوقف الحياة بسبب يوماً وأحداً ممطراً!”
وفيما حذروا من تبعات استمرار فرض العطل، استغربوا قرار فرض حظر للتجوال، متسائلين عن جدوى فرض الحظر بسبب الأمطار. فضيحة فسادالى ذلك، كشف مصدر في صلاح الدين، اليوم الثلاثاء، عن “فضيحة فساد” قام بيها المحافظ عمار جبر خليل.
وقال المصدر، ان “فرض محافظ صلاح الدين عطلة رسمية في الدوائر الحكومية والمدراس، مع فرض حظر جزئي للتجوال، جاء في محاولة للتغطية على عملية فساد كبرى جرت في المحافظة”.
وأضاف المصدر، ان “الهدف من الاجراءات التي وجه محافظ صلاح بتطبيقها، هو لقطع الطريق امام المقاولين المطالبين بمستحقاتهم إثر تنفيذ اعمال هناك”.
وتابع، “يأتي ذلك في وقت سيفسح المجال امام شركات تابعة للمحافظ لاستيفاء ما قيمته 24 مليار دينار لتنفيذ اعمال صيانة لمجاري الصرف الصحي”.وكان محافظ صلاح الدين عمار جبر، قد وجه، في وقت سابق من اليوم، بتعطيل الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية والمدارس ليومي الأربعاء والخميس، وتطبيق حظر جزئي للتجوال؛ بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في الساعات الماضية على مدن وسط و شمال المحافظة.
عدم المساواة
النائب عن صلاح الدين، هيثم الزهوان، أكد أن المحافظة تعاني من نقص حاد في الخدمات، فيما توعد المسؤولين التنفيذيين بالمحاسبة حال استمرت الأوضاع على حالها.
وقال الزهوان في حديث لـ السومرية نيوز، إن “صلاح الدين تدار بشكل سيء جداً، وتعاني من عدم المساواة في تقسيم الخدمات بين الأقضية والنواحي”، مبيناً أن “المحافظة باتت في المؤخرة بسبب واقعها المرير”.
وأضاف، “دخلنا 2022 ونحن نعاني من عدم وجود أبسط الخدمات التي يحتاجها المواطن، لاسيما أننا في بلد نفطي، وصلاح الدين فيها مصفى يدخل وأردات ضخمة للمحافظة”.
وأضاف، “دخلنا 2022 ونحن نعاني من عدم وجود أبسط الخدمات التي يحتاجها المواطن، لاسيما أننا في بلد نفطي، وصلاح الدين فيها مصفى يدخل وأردات ضخمة للمحافظة”.
وتابع الزهوان، أن “البرلمان الجديد سيتابع عمل التنفيذيين في المحافظة، وستتم محاسبة كل المقصرين بما فيهم المحافظ”.
المسؤولية
بدورها، النائب عن صلاح الدين، هند محمد صالح، حملت الإدارة المحلية في المحافظة مسؤولية تردي الخدمات وتفشي الفساد.
وذكرت صالح في حديث لـ السومرية نيوز، أن “الوضع الخدمي في المحافظة يعاني من تردي وهذا ملموس من كافة المواطنين، بكافة الملفات”، مؤكدة أن “سوء الإدارة المحلية سبب هذا التردي في صلاح الدين“، داعية إلى “ضرورة أن يكون هناك واقع خدمي جيد للمناطق والاقضية وبشكل متساوي
ولفتت إلى أن الكثير من الاقضية سجلت “منكوبة”، مضيفة “لغاية هذه اللحظة لم نشاهد اعماراً حقيقياً وملموساً في صلاح الدين“.
هذا وتعاني محافظة صلاح الدين من تردي للخدمات بسبب الفساد الذي ينخر جسد الدولة والإهمال الحكومي طيلة الفترة الماضية، فيما يطالب الأهالي بإقالة المحافظ عمار جبر الذي عدوه سبباً رئيساً لتردي الوضع الخدمي.