التيار الصدري يجمد ويغادر المفاوضات

التيار الصدري يجمد ويغادر المفاوضات محتكراً أوراق المناورة لنفسه تاركاً خصومه في حيرة من امرهم بهدف تحقيق الربح في النهاية
في خطوة سياسية غير متوقعة يفاجئ التيار الصدري خصومه بقرار تجميد مفاوضات تشكيل الحكومة ومقاطعة جلسة البرلمان المقبلة, ليترك قوى الاطار في حيرة من امرها, خاصة أن التيار ووفق مراقبين قد احتكر اوراق المناورة لنفسه.
يعود التيار الصدري كعادته الى تكتيكاته التي لطالما شُهد انها تحقق نجاحاً في تغيير مسار الازمات الخانقة, انسحابٌ وتجميدٌ يتركان الآخرين، خصوماً وحلفاء، مجبرين على الانتظار دون حراك, وفي عقدة تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، فإنه يغادر المفاوضات محتكراً أوراق المناورة لنفسه.
وفي مفاجأة غير متوقعة تعلن الكتلة الصدرية تجميد مفاوضات تشكيل الحكومة، وعدم حضور جلسة البرلمان المقبلة والتي يفترض ان تشهد التصويت على مرشح رئاسة الجمهورية, وخلال الساعات الماضية، خاض الجميع في حسابات معقدة ومجهولة عن التوقيتات الدستورية لمسار تشكيل الحكومة، ومصير التحالفات القائمة الآن، بين الأغلبية وخصومها.
وقبل موقف الصدر الأخير، كانت الأجواء زاخرة بالتوقعات المخيفة عما سيؤول إليه مشروع حكومة الأغلبية, لكن الصدر اختار جدل التنافس بين برهم صالح وهوشيار زيباري على منصب رئيس الجمهورية، مقدمة لموقفه الأخير, ثمة حيلة سياسية موجهة لقوى الإطار التنسيقي وفقا لمراقبين يجدون في الوقت نفسه رسالة صريحة للحليف الكردي بإطفاء أزمة الرئيس أو تأجيلها لحين ظرف سياسي مختلف، لكن خطوة الصدر الأخيرة في المجمل، مناورة تشبه سابقاتها حين قرر الانسحاب من السباق الانتخابي لقتل المباراة على خصومه.
وفي الاطار ذاته يجد متابعون أن ما جرى من متغيرات في المشهد السياسي ستدخل الجميع في خيارات غير مسبوقة, خاصة بعد ان اصبح تجاوز المدد الدستورية أمراً حتمياً ليخلف الامر فراغاً لم يضع له الدستور معالجات.
اما أخرون فيذهبون بالرأي الى أن الصدر بهذه الخطوة سلب ورقة الثلث المعطل من قوى الإطار التنسيقي، بعدما أمضوا الأيام الماضية في حشد العدد الكافي من النواب لوقف جلسة انتخاب رئيس الجمهورية, إذ يقول مصدر سياسي مطلع، إن أطراف الإطار عقدت يوم أمس اجتماعاً للبحث في خيارات جديدة بعد موقف الصدر الأخير.