“الضربة النووية”.. كيف يستعد الغرب للسيناريو
عقدت مجموعة “التخطيط النووي” السرية التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” اجتماعا وصفته تقارير غربية بالهام قبيل مناورات نووية غربية وأخرى متزامنة لروسيا وقلق واسع بشأن تهديدات موسكو المتكررة.
ورغم تأكيدات غربية باستبعاد حدوث أزمة نووية إلا أن صحيفة الغارديان قالت إن الاجتماعات تناولت فحص الخطط والسيناريوهات لتقديم دعم طارئ وطمأنة للسكان الذين يخشون تداعيات ضربة نووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي، لم تسمه، أن الحكومات منخرطة في “تخطيط حكيم لمجموعة من السيناريوهات المحتملة”، مؤكدا أن أي استخدام للأسلحة النووية من شأنه كسر المحرمات التي ظلت قائمة منذ عام 1945، والتي من شأنها “أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على روسيا“.
وتتصاعد مخاوف غربية من احتمال استخدام موسكو سلاحا نوويا تكتيكيا في أوكرانيا، منذ أن لمح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، إلى ذلك بشكل مبطن لدى ضم أربع مناطق محتلة ردا على خسائر في ساحة المعركة.
ويبدأ حلف شمال الأطلسي “الناتو“، الاثنين، مناوراته النووية السنوية “Steadfast Noon”؛ للتدريب على استخدام قنابل نووية أميركية موجودة في أوروبا، وبشكل متزامن تجري روسيا تدريبات مماثلة وسط تصاعد نبرة الوعيد المتبادل بين الجانبين.
وتعد موسكو وواشنطن أكبر قوتين نوويتين وبفارق كبير عن الدول الأخرى، وتسيطران على نحو 90 بالمئة من الرؤوس الحربية النووية في العالم.
اجتماع مجموعة التخطيط النووي السرية، التابعة للناتو، ترأسه وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي خلال الجلسة التي تعقد عادة مرة أو مرتين في السنة في مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل.
وعقب الاجتماع، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس للصحفيين: “روسيا ستجري أيضا تدريباتها السنوية، على ما أعتقد، بعد أسبوع من التمرين السنوي أو بعده مباشرة، لكن ما لا نريده هو القيام بأشياء خارج الأعمال الروتينية”.
وأضاف والاس: “هذا تدريب روتيني وكل شيء يتعلق بالاستعداد، كما أن اجتماع الناتو يدور حول التأكد من أننا جاهزون لأي شيء، أعني، هذه هي مهمة هذا التحالف، وهي التأكد من أن الشركاء الثلاثين جاهزون معا لما يلقى علينا، وعلينا مواصلة العمل من أجل ذلك”.
وتأتي المناورات النووية من الجانبين في ظل قلق غربي بشأن إصرار الرئيس فلاديمير بوتن على أنه سيستخدم أي وسيلة ضرورية للدفاع عن الأراضي الروسية على خلفية التوتر الشديد حيث يزود بعض حلفاء الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، أوكرانيا بأسلحة وذخائر متطورة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية الروسية.
وكان آخر تدريب أجرته روسيا لقواتها النووية في فبراير الماضي، قبيل العملية العسكرية في خطوة اعتقد مسؤولون آنذاك أنها كانت تهدف إلى “إثناء الغرب عن دعم كييف”.