العطش يحاصر العراقيين.. خروج نهر المشخاب عن الخدمة يثير “المخاوف” بمحافظات جنوبية!
تزداد أزمة شح المياه في العراق يوماً بعد آخر، فبعد جفاف عدد من الأنهر في محافظة ديالى، ومحافظات شمالية، وصل الجفاف إلى نهر المشخاب في محافظة النجف.
نهر المشخاب، الذي يمثل ممراً للمياه إلى المحافظات الجنوبية، أثار جفافه مخاوف الأخيرة، بعد انخفاض الإيرادات المائية صوبها، وتقليل المساحات المقررة للزراعة بسبب قلة المياه.
في النجف، هناك كارثة طالت الخطط الزراعية بسبب الجفاف، بعد تخفيض المساحة المخصصة لزراعة الشلب من 212 ألف دونم إلى 6500 دونم فقط!.. ليشكّل الرقم قلقاً كبيراً لدى الكثير من المزارعين.
وتواصلت مع مدير الموارد المائية في النجف، شاكر فايز كاظم العطوي، الذي شرح الآثار التي حصلت وستحصل بسبب جفاف نهر المشخاب في المحافظة.
ويقول العطوي في حديث إن “انخفاض معدلات الواردات المائية لم يكن في السنة الحالية فقط، بل طوال السنوات الثلاث الماضية، لذلك عملنا على تقنين الإطلاقات المائية من خلال خطة الوزارة لتأمين مياه الشرب بالدرجة الأساس، وري الخضر المتداخلة”.
وأضاف، أن “خطة زراعة الشلب كان قد خُصص لها 212 ألف دونم، لكن الآن، أصبحت 6500 دونم فقط، ونعمل من أجل المحافظة على نوع الزراعة”.
وأوضح، أن “نهر المشخاب هو الممر الوحيد إلى المحافظات الجنوبية، ويصل الماء عبره، لذلك اتخذنا مجموعة من الحلول منها زيادة إطلاقات من الكوفة“.
ولفت إلى أن “النهر كان معرّضاً للاندثار، وعملنا على تنظيفه من الشمبلان في فترة الجفاف، وكنا نأمل أن تزيد اطلاقات الماء لنا وخاطبنا وزارتنا، لكنها تعذرت بالظرف الصعب وشح المياه من المنابع”، مشيراً إلى أن “هذا الأمر أعاق وصول الماء على الرغم من المناشدات التي أطلقها المحافظ واتحاد الفلاحين، ونعمل الآن على وصول دفعات متفق عليها من المياه فقط تكفي للشرب وسقي المساحات المخصصة مسبقاً”.
وأضاف، أن “جفاف نهر الفرات في النجف يؤثر أيضاً على المحافظات الجنوبية، باعتباره يمر عبرنا إليها، ولذلك هي تعاني أكثر من محافظتنا”، نافياً “إشاعات أطلقها البعض عن حرمان النجف من المياه لصالح تلك المحافظات”.
أما منعم الفتلاوي، وهو مدير الزراعة في محافظة النجف، فقد قال إن “الخطة الزراعية التي سمحت بها الوزارة، هي 3 في المئة، ونحن بدورنا الإشراف والمتابعة على تنفيذ الخطة ورفد المزارعين بالأسمدة”.
وأضاف: “نعتقد أن الخطة الإروائية التي أُقرت من قبل وزارة الموارد المائية أخذت بالاعتبار ألا تنقطع زراعة محصول الشلب، ولكن إن لم تكن هناك زيادات في العام القادم أو للموسم الزراعي الثاني فلن تبقى من المساحات التي تزرع الشلب العنبر تحديداً، لأنه محصول يحتاج للكثير من المياه السيح”.
وتابع: “نقتصر الآن على زراعة الخضروات في أكتاف الأنهر وظلال الأشجار، والآن تُطبق خطة إشراف على تلك المزروعات تتضمن منع سقيها بماء الشرب من الإسالة، لأن الفلاح عندما وجد أن النهر جاف وهو ممنوع من زراعة محصوله المفضل، لجأ إلى زراعة الخضروات لسد احتياجه الاقتصادي، وري الخضر بماء الإساله وهذا يسبب شحاً أكبر وهو أمر ممنوع، ونعمل على منعه”.