محلي

بحيرة الرزازة ماضيها مفرح، وحاضرها حزين!!

افتتاحية الوكالة

كانت العوائل العراقية سابقا تجتمع للسفر الى بحيرة الرزازة لغرض التنزه وقضاء وقت جميل بالمناضر الخلابة والجو الجميل، واليوم اصبحت بحيرة الرزازة بلا مأوى ياويها لعدم اهتمام المسؤولين فيها حالها حال المشردين عن ديارهم تأن من العطش هي وساكينيها ممن كانوا يكسبون الرزق منها..
ولنعطي وصفا لهذه البحيرة التي كانت تشكل مصدر رزق للصيادين ومرفق سياحي مهم للعوائل وخاصة في العطل الرسمية.
بحيرة الرزازة هي مسطح مائي يقع منقسما بين محافظتي كربلاء والانبار، يستمد مياهه من نهر الفرات وتعد ثاني اكبر بحيرة في العراق، وهي جزء من وادي واسع يضم ثاني اكبر بحيرة في العراق ، وهي جزء من وادي واسع يضم بحيرات الثرثار والحبانية وبحر النجف، وتقدر مساحتها الكلية ب (1810) كم2 وتبلغ سعتها الكلية للخزن (26) مليار متر مكعب، فيما يصل اقصى منسوب للخزن فيها الى 40م فوق مستوى سطح البحر، تم انشاء البحيرة كاجراء اول للسيطرة على مستوى سطح البحر، كذلك للسيطرة على الفيضانات في نهر الفرات، واستخدامها كخزين ضخم لاغراض الري ، وكان العراقيون والسياح يترددون على البحيرة كمنطقة ترفيهية للاسترخاء وخلال فصل الصيف الحار قي العراق، وكانت البحيرة في الثمانينات من القرن الماضي منطقة جذب سياحية معروفة بمناظرها الطبيعية الجميلة ووفرة انواع عدة من الاسماك فيها ، والتي اعتمد عليها سكان المنطقة في معيشتهم إضافة إلى اسهامها بتنمية القطاع الزراعي لكربلاء، مياه بحيرة الرزازة مياه شبه مالحة نسبة الملوحة فيها تتراوح بين (5) بالالف في حالة ارتفاع مناسيب المياه و (18) بالالف في حالة انخفاض المناسيب فيها، والملوحة تتكون من كلوريد الصوديوم وكذلك كلوريد الكالسيوم والذي يسبب عسرة الماء وعدم رغوة الصابون فيه، وكانت البحيرة حتى وقت قريب تمثل اكبر مسطح مائي في العراق، وتحتوي على ثروة سمكية كبيرة جدا تتمثل بانواع السمك العراقي الشهير كالقطان والشبوط والبني والحمري والزوري، وعندما انقطع الماء عن الرزازة بسبب شح المياه القادمة من تركيا، بدأت تعاني من الجفاف وتملحت مياهيها، ما تسبب بنفوق اعداد كبيرة من اسماكها المتناثرة على شواطئها، وتحولت الاراضي التي كانت خصبة الى صحراء قاحلة،
ان جفاف هذه البحيرة سبب خسارة كبيرة للبلاد، لانها كانت تزود اغلب اسواق المحافظات والعاصمة بغداد بانواع السمك العراقي، اذ كان آلاف الصيادين يمارسون الصيد فيها، وبسبب مواسم الجفاف المتتالية في البلاد وقلة الحصص المائية الواردة من دول الجوار وقطعها للانهر المشتركة مع العراق وشح الحصص المائية المجهزة لها التغيرات المناخية من احتباس الامطار وتعرضها للتلوث بسبب تحويل مياه الصرف الصحي إليها، اضافة للتوسع الكبير بحفر الآبار الارتوازية والعشوائية بالمناطق المحيطة بها، علاوة على التوسع بزراعة الاراضي باستخدام نظام الري القديمة ادى الى انحسار المياه الواصلة اليها، ان وزارة الموارد المائية حذرت من تعرض بحيرة الرزازة بمحافظة كربلاء الى خطر الجفاف فيها بسبب عدم رفدها بالحصص المائية الكافية بسبب شح المياه والجفاف الذي تعانيه البلاد، لم يترك الاهمال الحكومي مجالا وكان سببا في انهياره وتدميره والمواقع السياحية والاثرية كان لها نصيب كبير من هذا الاهمال، واليوم بحيرة الرزازة التي تحولت من مدينة سياحية خلابة الى صحراء قاحلة انتشرت فيها قوارب الصيد المهجورة والمحطمة والحيوانات النافقة،
انها دلائل واضحة على الاهمال الحكومي وغياب الوعي باهمية هكذا مواقع تعتبر ذات اهمية كبيرة للبلاد وعلى المستويات السياحية والتأريخية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، واخيرا نقول انقذو عراقنا من الضياع فقط ضاقت صدورنا ألما من توالي الاحداث اليومية البائسة ولنبحث عن حلول جذرية لا ترقيعية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى