ثقافة و فنون

بعد تدخل هيئة الاعلام.. ردود فعل شديدة اللهجة على قرار ايقاف احد البرامج

بعد الجدل الذي اثاره برنامج لقناة عراقية يتهم فيه قيادات الجيش العراقي بالفساد، أوقفت هيئة الاتصالات والإعلام أمس الثلاثاء، برنامج مع “ملا طلال” الذي يعرض على قناة utv الفضائية وطالبته بتقديم اعتذار رسمي للجيش العراقي بعد ان شارك الفنان العراقي أياد الطائي في برنامجه وانتحل صفة ضابط ملتح ويرتدي بدلة عسكرية تحمل رتبة عميد في الجيش العراقي وتحدث عن قضايا تمس القيادات الامنية في الجيش العراقي.

رد “احمد ملا طلال” وقناة utv الفضائية على القرار
علق الاعلامي العراقي احمد ملا طلال على قرار ايقاف البرنامج قائلا: “تحرشتُ بعشّ الدبابير، وكشفتُ من خلال مشهد تمثيلي مع الفنان إياد الطائي بعضًا من فسادِ مؤسسات الدولة، وما تحدثتُ عنه لا يمثل إلّا رأس جبل الجليد الظاهر على السطح، وهو معروف لدى الجميع وتحدث عنه رؤساء وزراء سابقون. واضاف، “انتقلنا من مرحلة الفساد والفشل الى مرحلة الفساد والفشل وتكميم الأفواه والدكتاتورية، والقادم أسوأ وهذه دعوة إلى كل الشرفاء في هذا الوطن الجريح لمجابهة هذه الطغمة الحاكمة والمتسلطة، كلٌّ من موقعه وامكانياته”. وتابع، “لن أعتذر عن كشف جزء من الحقيقة التي يعلمها الجميع ولن أعتذر للفاسدين”. فيما أصدرت قناة UTV، أمس الثلاثاء، بيانا بعد أن قررت هيئة الإعلام والاتصالات إيقاف برنامج “مع ملا طلال” الذي يعرض عليها، واصفة القرار بـ “التعسفي”.

وذكرت القناة في بيان أن “هيئة الاعلام والاتصالات العراقية اقدمت في كتابها الصادر بتاريخ 5-4-2022 على قرار بوقف بث برنامج (مع ملا طلال) عبر شاشتنا، وقرار الهيئة جاء تعسفياً وغير مقبول مهنياً”.

وأضافت: “لقد أشارت الهيئة في كتابها الى أن البرنامج أو في فقرة منه تضمن تحريضاً على العنف والكراهية فضلاً عن عدم الدقة في نقل المعلومات، وهذا غير صحيح تماماً فالفقرة المشار إليها هي فقرة ساخرة ناقدة وتمثيلية غير واقعية يؤديها ممثل عراقي معروف، غايتها التنبيه على مؤشرات سلوكية شائعة في الادارة والقضايا العامة، ولم تتضمن أيَّ تحريضٍ على العنف أو الكراهية ولا عدم دقة في نقل المعلومة”.

رد الفنان العراقي اياد الطائي
قال الفنان إياد الطائي، إن فقرته على احدى القنوات الفضائية، تسعى إلى تسلط الضوء على الظواهر السلبية. وذكر الطائي في منشور له على الفيسبوك تابعته السومرية نيوز: “في برنامج (مع الملا طلال) يومياً على قناة utv الفضائية نسلط الضوء على تشخيص الظواهر والنماذج السلبية في بلدنا، ومن باب أولى أن ننقد أنفسنا أولا”. وأضاف، “كل ليلة نكون مع شخصية ألعبها، باختصار ليست الحكومات المتعاقبة سبب الفساد والخراب فقط، لكن أحيانا نكون نحن السبب؛ الصحفي، والضابط، والطبيب، وشيخ العشيرة……الخ”. وتابع، أنه “على مدي أيام الشهر الفضيل سنطل يومياً بشكل درامي شخصية تحكي عن نفسها وهي لاتمثل إلا(بعض) من هذه الشريحة الذين غادرتهم الوطنية ولاينظرون إلا لمصالحهم الضيقة للأسف”.

أصل الحكاية
عرضت قناة UTV الفضائية برنامج يقدمه “احمد ملا طلال” يوم الاحد الماضي بمشاركة الفنان العراقي اياد الطائي الذي انتحل صفة ضابط ملتح ويرتدي بدلة عسكرية تحمل رتبة عميد في الجيش العراقي ويتحدث عن شراء مناصب وحماية عسكريين فضائيين مقابل أموالا طائلة.. ويدعي ان العسكريين الفضائيين يمنحون ضباطهم نصف مرتباتهم مقابل السكوت عن غياباتهم عن وحداتهم العسكرية. ويزعم الطائي ان هناك تنافسا على بعض المواقع المهمة التي تدر مليارات الدنانير على العسكريين المكلفين بحمايتها مثل المولات والبارات والملاهي ومداخل المدن وبعض المواقع المهمة في العاصمة.. ويقول ان هناك قادة وحدات عسكرية بينها الاستخبارات توفر الحماية لهؤلاء مقابل اموال. وخلال البرنامج يجيب منتحل صفة الضابط على متصل على هاتفه يقول انه “الحجي وهو مسؤول كبير” فيطمئنه بأنه غير مشمول بعملية تنقلات لعدد من القيادات العسكرية فيشكره ويبلغه بانه كان خائفا جدا من انقطاع “رزقه”!

رد وزارة الدفاع وقيادة العلميات المشتركة
عبّرت قيادة العمليات المشتركة في عن غضبها الشديد من بث البرنامج الاحد الماضي تحت عنوان “الجيش العراقي بطولات وفساد” قدمه الاعلامي أحمد ملا طلال مستضيفا الممثل أياد الطائي الذي انتحل صفة ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي باسم العميد “تايه مظلوم العراقي” وقالت القيادة، “يتعرض الجيش العراقي الباسل والاجهزة الامنية على اختلاف صنوفها الى حملات نيل وتسقيط وتسفيه وتشويه قل نظيرها في تاريخ المؤسسات العسكرية هدفها اضعاف المؤسسة وتدمير مخزونها العقائدي وتاريخها الوطني المشرف ومواقفها الميدانية في التصدي للعدوان والحرب البربرية التي شنتها داعش على شعبنا واهلنا”. واشارت الى انه كان “لهذا الجيش موقفا صلبا وعمليات جريئة واستبسال نادر في الدفاع عن العراق في الوقت الذي كان هؤلاء الذين يتعرضون للجيش في برامجهم التلفزيونية خصوصا مقدم البرنامج وقناته ومن يقف خلفه والفضائية التي يتحدث من على منبرها يختبئون في بيوتهم”.

ملاحقة قانونية
وأكدت القيادة أنها في الوقت الذي تحتفظ فيه بحق الردّ القانوني ضد مقدم البرنامج والممثل الذي انتحل صفة عميد في الجيش العراقي وهي صفة يعاقب عليها القانون “نؤكد مرة اخرى ان الجيش العراقي بسمعته ومصداقيته وبطولاته وبسالة رجاله وانجازاته التاريخية اكبر من حملات الاعلام المزيف والدعاية الكاذبة ولا يمكن حجب بسالته ومكانته بغربال”.

ووصفت محتويات البرنامج بانها “اساءة بالغة بحق ضباط ورجال المواقف الباسلة المشهودة ابان معارك التحرير”.
وشددت القيادة على ان “بدلة الجيش العراقي لا يرتديها الاّ الشجعان والفرسان والمقاتلون البواسل ولا يتقمصها منتحلو الصفة الذين سيمثلون امام القضاء لينالوا الجزاء العادل”.

وزارة الدفاع

من جهتها، اشارت وزارة الدفاع العراقية في بيان مماثل الى ان عملية الإصلاح والتقويم في المجتمعات لا تتم من خلال التشهير بالمؤسسات .. وقالت “كان من الأجدر أن يتم التنويه في بداية البرنامج بأن المعروض في الحلقة هو دراما معدة مسبقاً من تأليف القناة لمنع الالتباس على المشاهد والتوهم بأن الشخص الذي تجري محاورته هو ضابط حقيقي في الجيش العراقي”.

واعتبرت الدفاع ان ما جرى تناوله في الحلقة يُعدّ إساءة واضحة وصريحة للمؤسسة العسكرية ولكل منتسبيها”، وأكدت انها لن ترضى أن “يساء إلى هذه المؤسسة العريقة والتي يمتد تاريخها لـ (101) عام قدمت خلالها العديد من التضحيات والبطولات منذ تأسيسها في العام 1921 والى يومنا هذا”.

وبينت “ان تناول ضباط المؤسسة العسكرية وقادتها بهذه الصورة غير اللائقة كفيل بإحباط الروح المعنوية لمنتسبي هذه المؤسسة وهم يشاهدون ما يتم بثه عن قادتهم من أمور غير لائقة خاصة”.

وأضافت إن ظهور الممثل أياد الطائي بهذا المظهر غير اللائق وبرتبة عليا، هو انتحال واضح وصريح لصفة عسكرية وإن هذا يمنح الوزارة الحق بإقامة دعوى قضائية ضده كما أن مظهره الذي ظهر به يعكس صورة سيئة عن ضباط الجيش العراقي وعن السياقات المتبعة في الوزارة، إضافة الى أن ما تناوله من حديث يسيء إلى سمعة كل الجيش العراقي ويمحي كل تضحياتهم وبطولاتهم وما قدموه من أجل أن ينعم كل المواطنين بالأمان ولولا هذه التضحيات لما استطاع هذا “الفنان” مزاولة عمله ولما تمكن أي مقدم برامج أو قناة فضائية من مزاولة عملهم، وما ظهورهم اليوم الا بفضل تلك التضحيات الكبيرة.

وأوضحت الدفاع انها ليست هنا “في محل الدفاع عن بعض الفاسدين والذين لا يشكلون سوى فئة قليلة حشرتهم الظروف السياسية التي مر بها البلد من ضعاف النفوس والجهلة المحسوبين على المؤسسة العسكرية”.. منوهة الى ان إن وجود بعض العناصر الفاسدة في أي مؤسسة سواء كانت مدنية أو أمنية لا يعني بالضرورة استشراء هذا الفساد في كل قطعات تلك المؤسسة”.

وشددت الدفاع على انها تمتلك نظام توطين خاص بالرواتب ولا يوجد أي “فضائي” في الجيش العراقي إذ يستلم جميع منتسبي الجيش رواتبهم من خلال بطاقة (الماستر كارد)”، مؤكدة ان “ابوايها مفتوحة لكل مواطن قام بتشخيص حالة فساد في الوزارة ويمتلك الأدلة القاطعة عنها حتى يتم استئصالها ومحاسبة المسؤولين عنها.. لكنها رفضت كيل التهم الى منتسبيها كافة من القادة والضباط والمراتب والموظفين دون وجود دليل مادي يتم الأخذ به وفق طرق قانونية”.

وبينت الدفاع انها تحتفظ بحقها القانوني بالرد”، موضحة انه “سيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية بحق المحطة ومقدم البرنامج والممثل الذي استُضيف فيها والذي انتحل صفة ضابط في الجيش وظهر بالبدلة العسكرية”، مؤكدة انها سترتب عقوبة على كل شخص يرتدي البدلة العسكرية والرتب العسكرية من دون موافقات أصولية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى