ترجيحات بتشكيل حكومة “شبه توافقية” والذهاب بمرشح تسوية لمنصب رئيس الجمهورية

مع فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وللمرة الثالثة عبر قرار أصدره مجلس النواب في جلسته التي عقدها السبت، فإن جميع التوقعات تشير الى اصرار الحزبين الرئيسيين في الإقليم على الذهاب كل واحد منهما بمرشح الى قبة البرلمان للتصويت عليه يقابلهم عقبة وضعتها المحكمة الاتحادية في وجوب حضور ثلثي أعضاء البرلمان في الجلسة التي تعقد للتصويت على رئيس الجمهورية ما يجعل المشهد معقدا بمجمله ويفتح الأبواب امام تكهنات جديدة وحلول وان كانت صعبة للخروج من حالة الانسداد السياسي ومن بينها إجراء انتخابات مبكرة جديدة.
برلماني كردي استبعد فكرة إجراء انتخابات مبكرة جديدة لإنهاء حالة الانسداد السياسي كونها تحتاج على الاقل لعامين بغية اجراؤها، فيما أشارت برلمانية إلى أن الفكرة طبيعية بشكلها العام كونها طبقت سابقا لكن المشهد العام والمعطيات الحالية تجعلنا نستبعد امكانية تطبيق هذه الفرضية.
النائب عن كتلة تحالف من اجل الشعب اوميد محمد، استبعد امكانية طرح فكرة اجراء انتخابات مبكرة جديدة لانهاء حالة الانسداد السياسي كونها تحتاج على الاقل لعامين بغية اجراؤها، فيما اشار الى مبادرة طرحها الاطار التنسيقي تقريب وجهات النظر بين الحزبين الحاكمين في الاقليم.
وقال محمد في حديث ان “اجراء اي انتخابات تحتاج لفترة لاتقل عن عامين بغية استكمال الاجراءات الاساسية لاجراؤها وتوفير التخصيصات المالية والكوادر اللازمة لها، بالتالي فإن الحديث عن اجراء انتخابات مبكرة بسبب الانسداد السياسي الموجود حاليا هو امر صعب جدا وهو امر مستبعد من جميع الكتل السياسية”، مبينا انه “في حال كان الطرح لهكذا انتخابات موجودا فإنه يحتاج لعامين على الأقل لتهيئة الأجواء لإقامتها”.
واضاف محمد، ان “هناك حاليا مبادرة مطروحة من قبل الإطار التنسيقي تم تقديمها للحزبين الحاكمين في الاقليم بان يكون لهم مرشح تسوية واحد يتم طرحه داخل قبة البرلمان، لكن حتى اللحظة فإن تلك المبادرة قيد المناقشة والحوار بين الأطراف المعنية بها”، لافتا الى ان “مجلس النواب صوت على اعادة فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وننتظر المفاوضات اما فيما يتعلق بنا ضمن تحالف من اجل الشعب فان لدينا مرشح سندخل به ضمن التنافس على المنصب وننتظر الأجواء قبيل عقدة الجلسة المخصصة للتصويت على رئيس الجمهورية”.
النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف، رأت أن الذهاب الى خيار الانتخابات المبكرة امر طبيعي في حال الوصول الى انسداد سياسي ولدينا تجربة في هذا الشأن مررنا بها سابقا.
وقالت نصيف في حديث إن “القوى السياسية جربت الانتخابات المبكرة، وبالتالي فإن الذهاب إليها في حالة حصول أي انسداد سياسي هو امر طبيعي وهو من الخيارات المدروسة لدى بعض القوى السياسية”، مبينة أنه “وضمن الرؤية الشخصية والمتابعة للواقع السياسي فإن هناك بوابة للتفاهمات ما بين القوى السياسية لتشكيل حكومة شبه توافقية وهو السيناريو المتوقع للمرحلة المقبلة”.
واضافت نصيف، ان “المعالم الاولى للوضع السياسي لا يمكن فيه نكران وجود الضاغط الخارجي لكن هنالك تغيير في بوصلة هذا الضغط نتيجة لمعطيات دولية من بينها مفاوضات الملف النووي الايراني والحرب الروسية الاوكرانية وغيرها من المتغيرات في المنطقة والعالم جميعها ملفات تؤثر بشكل او بأخر على الوضع العراقي والاقليمي كونها مصالح اقتصادية وجميعها قد تؤدي الى تغييرات على المستوى السياسي”.
من جانبه فقد اكد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني محما خليل، ان الشعب العراقي ادلى بصوته في الانتخابات المبكرة ولا سبيل للرجوع خطوة الى الخلف وعلينا كممثلين للشعب المحافظة على الاستحقاقات الانتخابية والمضي بتشكيل حكومة الاغلبية الوطنية.
وقال خليل في حديث ان “مجلس النواب وبعد قرار المحكمة الاتحادية في إلزام المجلس بالتصويت على فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، فإنه استطاع بأغلبية كبيرة جدا التصويت على القرار ومن مختلف الكتل في رسالة ايجابية للشارع العراقي بأن هناك انفتاح في العملية السياسية”، مبينا أن “المكون الكردي والحزب الديمقراطي سيفاجئ الجميع بمرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية والذي سيكون قادرا على نيل المنصب بكل سلاسة”.
واضاف خليل، ان “الشعب العراقي ادلى بصوته في الانتخابات المبكرة ولا سبيل للرجوع خطوة الى الخلف وعلينا كممثلين للشعب المحافظة على الاستحقاقات الانتخابية لأصوات الناخبين وأن نمضي في استكمال الاستحقاقات المتبقية وتشكيل الحكومة من خلال التحالف الثلاثي الحديد على اعتبار انه لا يوجد أي ثلث معطل بعد صدور قرار البرلمان وما سبقه من اصدار مراسيم جمهورية بالعفو عن مدانين ومن ثم سحب تلك المراسيم فما هكذا تدار الامور واصبحنا اليوم متجاوزين لمسمى الثلث المعطل”.
وتابع أن “هناك كتل سياسية مختلفة وتمثل جميع المكونات راغبة في التصويت لرئيس الجمهورية والمضي في تشكيل حكومة الاغلبية الوطنية”.