تناقضات في بلادي من أجل الوطن ام من أجل السلطة..
افتتاحية الوكالة :
إذا نظرنا لواقعنا العراقي سنجد تناقضات كثيرة في السياسة الداخلية في بلادي من أجل مصالح خاصة بعيدة عن الهم الأساسي في بناء عراق واحد موحد،
قرأت قصة راقت لي تنطبق على واقعنا اسردها إليكم.
أقامت إحدى المدارس رحلة ترفيهية لطلابها الصغار
و في الطريق صادفهم نفق اعتاد سائق الباص المرور تحته، مكتوب عليها الارتفاع ثلاثة أمتار .
لم يتوقف السائق لأن ارتفاع الباص كان ثلاثة أمتار ايضًا
لكن المفاجأة هذه المرة كانت كبيرة فقد احتك الباص بسقف النفق وانحشر في منتصفه، الأمر الذي اصاب الأطفال بحالة من الخوف والهلع ..
سائق الباص بدأ بالتساؤل :
كل سنة أعبر النفق دون التعرض لأية مشكلة فماذا حدث ؟
رجل من المتجمهرين أجاب : لقد تمّ تعبيد الطريق من جديد وبالتالي إرتفع مستوى الشارع قليلاً
حاول الرجل المساعدة بأن يربط الباص بسيارته ليسحبه للخارج ولكن في كل مرة ينقطع الحبل بسبب قوة الإحتكاك…البعض اقترح إحضار سيارة أقوى لسحب الباص والبعض اقترح حفر وتكسير الطبقة الإسفلتية
ووسط هذه الإقتراحات المختلفة والتي بدت صعبة وغير مجدية نزل أحد الأطفال من الباص ليقول : الحل عندي !
وربما لعجزهم إستمعوا له فقال :
أعطانا الأستاذ العام الماضي درساً وقال لنا : لا بد أن ننزع من داخلنا الكبرياء والغرور والكراهية والأنانية والطمع الذي يجعلنا ننتفخ بالغرور أمام الناس وعندها سيعود حجم روحنا ونفسنا إلى الحد الطبيعي الذي خلقنا عليه فنستطيع العبور من ضيق الدنيا
ولعلنا اذا طبقنا هذا الكلام على الباص ونزعنا قليلًا من الهواء من إطاراته سيبدأ بالنزول عن سقف النفق وسنعبر بسلام
إنبهر الجميع من فكرة الطفل الرائعة الممتلئة بالصدق و الإيمان ، وبالفعل تمّ خفض ضغط الهواء من إطارات الباص حتى هبط عن مستوى سقف النفق وعبر الجميع بسلام .
هي رسالة لنا مثل ما قال هذا الطفل……
مشاكلنا فينا لا في قوة أعدائنا ، فلننزع من داخلنا هواء الكبرياء والغرور ، ونخفض جناحنا لبعض لنمر من الدنيا بسلام، وبذلك نؤمن مستقبل بلدنا الذي انهارت قواه بسبب التناحرات، ندعوا الله أن يحمي عراقنا ويسوده المحبه ونعيد العلاقة الإنسانية في ما بيننا ونكون حزمة واحده يصعب على أعدائنا كسرها ومن الله التوفيق.