من أعظم النعم على الخلق نعمة العقـل، ذلك النـور الإلهي الذي نستطيع به أن نفرق بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، ونميز النافع من الضار، والحسن من القبيح، فهل يجوز لنا أن نطمس هـذا النور المتلألئ، ونطفي تلك الشعلة الوقادة؟ باحتساء كؤوس الخمر أو المخدرات التي تذهب بالعقل فيذهب بذهابه الشرف، وتموت الفضيلة، وتقتل الأخلاق والثروات، وتكثر الثرثرة والثورات، ويصير العاقل يتعاطها مجنونا. واهـجـر كل مضيع للعقل إن كنت فتى عاقلا. كيف تسعى في جنون عقلك
لم أجد شيئا اتلف للمال والعقل، ولا أضيع للثروات، ولا أقتل للمروءات من المخدرات فكم من غني به افتقر، وعزيزا ذل، وبناء للمكرمات تهدم؟ ولولا المخدرات والخمور لثبتت للمجد في الأرض أصوله، وارتفعت في السماء فروعه. فعلى العاقل الحازم أن يفر من المخدرات والخمور فرار السليم من المسلول، ويبتعد عن المتعاطين واماكنهم، كما يبتعد الأطباء عن الموبوئين ومجالسهم، أو كما تبتعد الخراف الوديعـة عن الذئاب الضارية. حمى الله شباب الأمة من داء العصر المميت الذي يفتك بالأمة يوما بعد يوم.