في يوم الضاد.. دعوات للاهتمام بسلامة اللغة العربية وتجنب تشوهها من مصطلحات العامية
دعت لجنة الحفاظ على سلامة اللغة العربية في محافظة واسط الى الاهتمام بلغة القرآن الكريم وضرورة إقامة دورات في سلامة اللغة العربية للموظفين لتجنب الأخطاء التي تحصل في الكتب والمخاطبات الرسمية، وحثت على تجنب المصطلحات العامية كونها تشوه لغتنا الجميلة. وعدَّ متخصصون باللغة العربية أبرز تحدياتها هي سهام أبنائها، التي ما عادت تميّز بين الغث والسمين، وبين الفصاحة واللهجات الدارجة، مطالبين بوقفة جادة بوجه التجهيل الممنهج للعربية بشكل خاص والتعليم في العراق بشكل عام عبر ابعاد وزارتي التعليم والتربية عن الصراع السياسي.
ويتجاوز المتحدثون باللغة العربية 420 مليون نسمة في البلاد العربية، فضلا عن نحو مليار مسلم يؤدون فيها صلواتهم ولو بمعرفة بسيطة ومحدودة .
يقول رئيس لجنة الحفاظ على سلامة اللغة العربية في ديوان محافظة واسط نائب المحافظ رشيد البديري إن “اللغة العربية هي أجمل لغات الأرض وأكثرها مرونة وفهما، فكيف لا وهي اللغة التي نزل بها كتاب الله العزيز، لذا ينبغي علينا أن نحافظ على هوية لغتنا ونرفض أن يمسها التشوه أو الانحلال نتيجة الاخطاء التي ترتكب بحقها.” وأضاف “أجد هناك ضرورة كبيرة لتنمية قدراتنا جميعاً في اللغة العربية ونكثف دورات صقل اللغة العربية عند الموظفين ممن تقع عليهم مهام تحرير الكتب والمخاطبات الرسمية وكتّاب الطابعات الذين يقومون بطباعة تلك المخاطبات كي لا يقعوا في الاخطاء التي تكون في بعض الاحيان فادحة تقود لتغيير المعنى.” ويؤكد الدكتور محمد الزيدي، دكتوراه في الأدب العربي أن “أبرز ما تواجهه العربية هي سهام أبنائها، فما عادت جامعاتنا ولا مدارسنا تميّز بين الغث والسمين، وبين الفصاحة واللهجات الدارجة .” وأضاف الزيدي، وهو تدريسي في احدى الجامعات العراقية “لم يعد لدرس العربية قيمة تذكر، بل حتى على مستوى القبول الجامعي صرنا نقبل ذوي المعدلات الهابطة في أقسام العربية وعلوم القرآن، وصار ليس بمقدور خريج العربية قراءة آية بشكل صحيح”.
من جانبه يشير طه الرديني، ماجستير لغة عربية، يعمل مصححاً لغوياً في مجلس واسط، الى أهمية أن “يكون في كل دائرة مصحح لغوي من ذوي الاختصاص والخبرة تكون مهمته مراجعة المخاطبات والكتب الصادرة عن الدائرة المعنية قبل التوقيع عليها من المسؤول المعني.”
مشيراً الى “رصد الكثير من الاخطاء اللغوية والاملائية وكذلك الطباعية في الكثير من الكتب الرسمية وبعضها أخطاء جسيمة تعطي مدلولاً غير المطلوب.”
يذكر أن الأمم المتحدة اعتمدت قرار الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة د ــ المؤرخ 18 كانون الأول 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية وذلك في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة.