محلي
لماذا تجف انهر العراق؟

افتتاحية الوكالة
قد يتصور البعض ان العراق الذي يمتلك نهرين عظيمين لا يجفان ونحن مع هذا التصور شرط ان تستغل المياه بشكل صحيح من ناحية الخزن بانشاء سدود وفتح انهر تمنع ذهاب المياه بشكل كامل الى شط العرب.
ان ما يجري اليوم هو كارثة بيئية قد تؤدي الى انهيار البنى التحتية بسبب جفاف نهري دجلة والفرات مستقبلا اذا لم تسرع الحكومة العراقية باتخاذ حل سريع مع تركيا،لن سبب جفاف انهري العراق هو مشروع كاب التركي على منابع دجلة والفرات.
- مشروع “گاب” GAB التركي، الذي يضم 22 سدا و 13 محطة كهرباء على روافد دجلة والفرات، سيحول العراق إلى أراض غير صالحة للسكن ، وتؤدي حجز تركيا للمياه هذه إلى تجفيف بحيرات واهوار مستنقعات والاراضي الزراعية الشاسعة في العراق وتقلص المساحات الزراعية ودخول اللسان الملحي في شط العرب والقضاء على غابات النخيل .
- ان سد اليسو التركي الذي يحجز 36 بالمئة من مياه دجلة من دخول العراق يشكل خطرا على المنطقة كلها وان الانتهاء من جميع السدود التركية البالغ عددها 22 التي سيتم بناؤها على نهري دجلة والفرات خلال هذاالمشروع، ستفاقم أزمة المياه في المنطقة، وستواجه دول المنطقة خاصة العراق أزمات بيئية أوسع وأزمات اقتصادية وغبار دائم.
- رغم ذلك ما تزال انقرة تصر على تطوير مشروع الاناضول الكبير وهي تلوح الان بأنشاء سد الجزرة الذي سيدخل العراق بنفق العطش الحقيقي كونه سيمنح بأرواء الاراضي الزراعية بمقدار مليون دونم فقط مايعني نقص 68% من حصة العراق المائية في نهر دجلة وبالتالي اختفاء التنوع البيئي وهجرة العراق الى مستقبل مجهول وكارثة قد تحول بالعراق اذا لم تسرع الحكومة العراقية باتفاقات مع تركيا لوضع صيغَ عمل تنقذ اراضينا وابثروة السمكية من الجفاف فاننا ندعو وزارة المواد المائية ووزارة الزراعة الى إعادة النظر بالمواثيق القديمة الموقعة بين العراق وتركيا والاسراع بالتفاوض مع تركيا قبل ان يقع الفأس بالرأس.