“نيويورك تايمز”: أوكرانيا تقلب الطاولة في “حرب المدفعية” بعد تفوق الروس
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الأسلحة الغربية مكنت أوكرانيا من قلب الطاولة في “حرب المدفعية” التي كان التفوق الروسي واضحا فيها حتى سبتمبر الماضي.
وقالت الصحيفة إنه “على سبيل المثال، تتمتع أوكرانيا في منطقة خيرسون الجنوبية الآن بميزة التوجيه الدقيق والمدى للمدفعية والصواريخ والطائرات دون طيار، معتبرة أن التقدم هذا “يمحو ما كان يمثل أصلًا روسيًا بالغ الأهمية”.
وأضافت الصحيفة أن “الحرب في أوكرانيا كانت تحمل عنوان “المدفعية والصواريخ والطائرات دون طيار”، مشيرة إلى أن “روسيا كانت لها اليد العليا في هذا الجانب، من خلال القدرة على إطلاق الذخائر على المدن والبلدات والأهداف العسكرية الأوكرانية من مواقع بعيدة عن متناول الأسلحة الأوكرانية”.
وتابعت أنه “في الأشهر الأخيرة، انقلب المد على طول الخطوط الأمامية في جنوب أوكرانيا، حيث يزعم قادة ومحللون عسكريون أن أوكرانيا تتمتع الآن بأسلحة غربية قوية وطائرات دون طيار قاتلة محلية الصنع وتفوق مدفعي في ساحات القتال”.
وأوضحت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته عبر موقعها الإلكتروني: “كييف تتمتع الآن بميزة في كل من المدى والصواريخ الموجهة بدقة وقذائف المدفعية، وهي فئة من الأسلحة تُفتقر إلى حد كبير في الترسانة الروسية”.
وأردفت: “تستهدف أوكرانيا مركبات مدرعة روسية تبلغ قيمتها ملايين الدولارات بطائرات دون طيار رخيصة محلية الصنع، بالإضافة إلى حيازتها طائرات مسيرة أكثر تطوراً وأسلحة أخرى تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها. في المقابل، لا تزال موسكو قوة هائلة مسلحة بصواريخ كروز وجيش ضخم وملايين من قذائف المدفعية”.
واستطردت: “سمحت الميزة المتزايدة لأوكرانيا في مجال المدفعية – في تناقض صارخ مع القتال في جميع أنحاء البلاد – بإحراز تقدم بطيء، وإن كان ثميناً، في الجنوب نحو مدينة خيرسون الاستراتيجية، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت روسيا من احتلالها بعد الغزو في فبراير”.
وفي أحدث مثال على التقدم الأوكراني، قالت الصحيفة إنه “تم عرض القدرات الجديدة لكييف فجر أمس، السبت، عندما ضربت طائرات دون طيار أوكرانية سفينة روسية راسية في ميناء سيفاستوبول الرئيسي لأسطول البحر الأسود، حيث تقع المدينة في عمق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014″.
وأضافت الصحيفة: “في خيرسون الآن، يزعم القادة الأوكرانيون أن الجانبين يطلقان ما يقرب من أعداد متساوية من القذائف، لكن الضربات الأوكرانية ليست فقط بعيدة المدى ولكنها أكثر دقة بسبب الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية وقذائف المدفعية التي قدمها الغرب”.
وتابعت: “أدت هذه القوة النارية إلى قلب التوازن في الجنوب، مما زاد التوقعات بأن هجومًا طال انتظاره على خيرسون يقترب، على الرغم من دوامة من التضليل الواضح من القادة العسكريين على كلا الجانبين”.
وفور هجوم القرم، أعلنت روسيا انسحابها من صفقة الحبوب الأوكرانية، وقالت إن سفن أسطول البحر الأسود والسفن المدنية المشاركة في ضمان أمن ما يسمى بممر الحبوب تعرضت للهجوم.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، تهدد هذه الخطوة بعرقلة الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي يرفع الحظر عن صادرات الحبوب الحيوية لأوكرانيا عبر البحر الأسود، وهو أمر حاسم لمعالجة أزمة الجوع العالمية ويأتي بعد يوم من حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الجانبين على تجديد الاتفاقية.
وتعد الاتفاقية، التي تنتهي صلاحيتها في 19 نوفمبر المقبل، واحدا من الإنجازات الدبلوماسية القليلة للحرب، كما أنها ساعدت في خفض الأسعار العالمية للقمح إلى مستويات ما قبل الحرب، مما ساعد على تخفيف أزمة الجوع العالمية التي نتجت جزئيًا عن الصراع.
وحذرت الصحيفة أنه إذا توقفت شحنات الحبوب الأوكرانية، فمن المحتمل أن تؤدي الخطوة إلى ارتفاع الأسعار العالمية للقمح والذرة والمنتجات الغذائية الحيوية الأخرى.