دولي

انتقد غزو العراق بشدة.. من هو الطيار الأميركي “آرون بوشنل” الذي أحرق نفسه؟

كشفت معلومات جديدة مثيرة عن حياة آرون بوشنل الجندي في القوات الجوية الأمريكية الذي أشعل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، إذ قام بزيارة إسرائيل والضفة الغربية عام 2016 وانتقد الجيش الأمريكي في مسائل سياسية، مثل: غزو العراق، وأفغانستان.

وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، نشرته، قالت فيه كان بوشنل “فتى خجولًا في مجتمع مسيحي منعزل” في ماساتشوستس.

صديقة بوشنل منذ الطفولة وتدعى آشلي شومان، قالت للصحيفة: “من الصعب أن أستوعب الأمر.. أقول فقط كيف وصل إلى هذا التصرف؟”.

وبحسب المنشورات الأخيرة لبوشنل، فقط كان يخطط بعناية لتنفيذ المهمة التي مات فيها “من أجل تركيز الاهتمام على الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة”، إذ تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن 30 ألف فلسطيني قتلوا من بدء الحرب على القطاع.

ضد الإبادة الجماعية
وأردفت الصحيفة الأمريكية: “في الساعات التي سبقت احتجاج بوشنل، أرسل بريدًا إلكترونيًّا للعديد من وسائل الإعلام المستقلة تحت عنوان (ضد الإبادة الجماعية) والذي يتضمن رابطًا لموقع على شبكة الإنترنت، إذ ظهر لاحقًا في مقطع فيديو وهو يحرق نفسه”.

وكتب بوشنل لوسائل الإعلام: “أطلب منكم حفظ اللقطات”.

وكان أرسل وصية إلى صديقه في الأيام الأخيرة قبل وفاته حدَّد فيها كيفية التصرف بممتلكاته، بحسب الصحيفة.

زيارته لإسرائيل والضفة
ويقول التقرير: “في السنوات الأخيرة من حياته كان بوشنل بعيدًا عن نشأته المحافِظة وحياته المهنية في الجيش، ملقيًا بنفسه في النشاط اليساري والفوضوي، متحدثًا بشكل كبير عن تخفيف الفقر ومعارضة الرأسمالية”.

وأضافت شومان: “في صيف عام 2016 وبعد تخرج بوشنل في المدرسة الثانوية، قام بزيارة إسرائيل والضفة الغربية في رحلة قادتها (جماعة يسوع) التي كان ينتمي إليها، وقضى برفقة زملائه يومًا في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية وتحدثوا مع العديد من الطلاب في جامعة بيت لحم وهي كلية كاثوليكية هناك”.

ولفتت الصحيفة إلى أن بوشنل “كان مستاءً من وظيفته في القوات الجوية، وكان يتحدث عن خلافاته مع الجيش الأمريكي بشأن الصراعات الماضية، مثل: غزو العراق وأفغانستان”.

وأثار حرق بوشنل لنفسه موجة من الوقفات الاحتجاجية تكريمًا له في نيويورك خلال اليومين الماضيين.

كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الطيار آرون بوشنل، الذي أشعل النار في نفسه أمام سفارة إسرائيل في واشنطن، احتجاجاً على الحرب في غزة، كان لديه معلومات استخبارية سرية.

وتقول الصحيفة إن المعلومات السرية تلك تفيد بوجود قوات أمريكية مُنخرطة في القتال إلى جانب القوات الإسرائيلية في غزة، حسب ما كشف بوشنل لصديق مقرب منه.

وزعم بوشنل أيضاً أن القوات الأمريكية تخوض قتالاً داخل أنفاق حركة حماس الممتدة تحت قطاع غزة.

وأبلغ الطيار الذي خدم في جناح الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في القوات الجوية، صديقه، في مكالمة هاتفية، ليلة السبت الماضي، إنه حصل على “تصريح سري للغاية” لبيانات المخابرات العسكرية يؤكد وجود قوات أمريكية في تلك الأنفاق، وأن جنودًا أمريكيين يشاركون في عمليات القتل”.

وقال صديق بوشنل، الذي تأكدت الصحيفة من علاقاته بالطيار إن الأخير كان في حالة ذهول عندما اكتشف أن القوات الأمريكية تشارك في قتل الفلسطينيين، مضيفاً أن وظيفة بوشنل الفعلية هي معالجة البيانات الاستخباراتية، وبعض ما كان يعالجه كان له علاقة بالحرب في غزة.

وتابع قائلاً: “أحد الأشياء التي أخبرني بها هو أن الجيش الأمريكي متورط في عمليات الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين، وأخبرني أن لدينا قوات على الأرض”.

ولفت صديق الطيار إلى أن “بوشنيل كان يتحدث إليه بنبرة تشير إلى أنه خائف من شيء ما، ولم يسبق أن تحدث معه بمثل هذه النبرة من الخوف والذعر”، على حد تعبيره.

وأكد أن بوشينل لا يؤيد حركة حماس بأي شكل من الأشكال، ولم يسبق أن كشف أحد أسرار عمله العسكري، وهو ما أثار دهشة صديقه، وفقاً للصحيفة.

المولد والنشأة
ولد آرون بوشنيل عام 1999، في مدينة سان أنطونيو، بولاية تكساس الأميركية، التحق بالمدارس العامة لشبه جزيرة “رأس كاد” في ماساتشوستس.

التجربة المهنية
وقالت القوات الجوية الأميركية في بيان لها إن بوشنل كان متخصصا في عمليات الدفاع الإلكتروني والدعم الاستخباراتي بالقاعدة 531 في “سان أنطونيو لاكلاند” المشتركة في تكساس.

وأصبح عضوا نشطا في القوات الجوية في مايو/أيار 2020، إذ عمل في قسم تكنولوجيا المعلومات وعمليات التطوير. وكان قد كتب على موقع “لينكد إن” أنه يتطلع للانتقال من سلاح الجو الأميركي إلى هندسة البرمجيات.

فقد كان يسعى للحصول على بكالوريوس العلوم في هندسة البرمجيات بجامعة “نيو هامبشير”.

وذكرت صحيفة “ستارز آند سترايبس” العسكرية أنه كان أحد أبرز جنود القوات الجوية، وأنه انتقل إلى أوهايو مطلع عام 2024 لحضور دورة لأفراد الخدمة الذين ينتقلون من الجيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى