لن يفرقوناَ مهما حصل ..

افتتاحية الوكالة
كنا شعب طيب يحب بعضنا الاخر دون ان نسأل من اية طائفة انت وكانت شوراعنا مليئة بالبارات والحانات والملاهي والمراقص ودور السينما والمسارح وكانت النساء تلبس القصير وقليل منهن يلبسن الحجاب ومساجدنا قليلة وحسينياتنا قليلة ومراجعنا قليلة وعمائمنا قليلة وساداتنا قليلون وشيوخنا يعدون على الأصابع .
كان حاكمنا واحد ..
وحزب واحد ..
رجل يحكمنا بالقوة والسوط .. لكن كان عندنا غيرة وشرف وأخلاق وقييم .. العيب كانت كلمة مقدسة .
ولم يكن بيننا مرتشي وحرامي الا من بعض الشذاذ واذا تم كشفهم فالموت مصيرهم او السجن المؤبد وقبل هذا وذاك السمعة السيئة التي ستبقى وصمة عار تلاحقهم .
السيئين لم يكونوا قاعدة .. لم نكن جمهورية افلاطون ولكن المجمل كان العيبُ عيباً .
كنا نحب الوطن نقاتل في سبيله بدون فتوى إمام او مرجع كان الجميع ملتزم بأمر قيادة عراقية لاشرقية ولا غربية .
كان خيرنا كثير ومطرنا وفير وارضنا خضراء وقلوبنا بيضاء وانهارنا مليئة بالمياه واسماكنا كثيرة وزرعنا وفير .
يهابنا الأعداء حدودنا محمية … ارضنا واحدة وشعبنا واحد موحد عراقيين فقط .
اليوم كثر حكامنا وانتشرت احزابنا وزادت مساجدنا وكثرت حسينياتنا كثر سادتنا ومراجعنا وكثر شيوخنا ونسائنا لبست الحجاب وشبابنا يصلي ويصوم ويحج ويعتمر .
لكن كثر نفاقنا واجرامنا وزيفنا وغدرنا وخيانتنا فجفت انهارنا واحترق زرعنا .. حين صار الحرامي والمرتشي فينا مهاب والقاتل عزيز مقتدر .. .
اما الشريف فينا فمحتقر وفقير مهان ذليل كسير اسير .
ازيلت الملاهي والبارات والحانات ومنع الخمر من الأسواق فازداد الفسق والفجور وكثرت المخدرات وازداد الأجرام واصبحنا شعبا يهينه الجيران واستبيح ارضاً وعرضاً !
أفرغت الساحة السياسية العراقية من كل شريف مع كل الاسف وننتظر انهيار العراق في اقرب وقت والشعب لا يحرك ساكن . وان ثار فيثور مسالماً في يمينه علامة النصر ويساره اصبع الشهادة .
انهيار بلد مقدس من اشرف وأعظم بلدان العالم تأريخاً وحضارةً .
وشعب ينادي يالثارات الحسين وهو لايستطيع ان يثأر لنفسه من حفنة لصوص قتلة .
دولة تنتظر الحكومة وبرلمان لا حول له ولا قوة.
ميزانية معطل اصابها الشلل من كثرة العلل والتراخي من قبل من هم بيدهم السلطة غير مبالين لشعب مل من كثرة العلل.
رغم كل هذا وذاك سنبقي شعب يفرز كل الخطايا بصبرة يعيد مجد من تسبب بالقهر لمن هم خير شعب له اسم بين بلدان العالم، وسيعود كل شارد غادر الوطن بعيدا لاهله بالقبل….